لم يقدّر لنا أن نرى ونعايش رسول الله (ص) في هذه الحياة الدنيا، وهذه نعمة عظيمة لم يشأ الله لنا أن نحظى بها كما حظي بها الصحابة لرسول الله (ص)، ولكن يبقى القرآن الكريم ذلك المعجز الذي أتى به النبي الأعظم باقيا تمرّ عليه الأجيال تنهل منه خيرات وهدايات عظيمة.
يقول الباري سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً [الإسراء : 9]
ويقول أيضا: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل : 64]
نعم هذه عطاءات القرآن الكريم العظيمة هداية وبيان وتفصيل لكل شيء ورحمة تُتَنزّل على المؤمنين.
هداية.. لما يحتويه من آيات هي قمة في هداية السالك نحو المعالي ودرجات الكمال والسمو النفسي والأخلاقي والمعرفي وغيره.
رحمة.. لما يحتويه من أنوار وأسرار وألطاف تمسح على جروح النفس والروح وتصلح من تشوهات المعاصي والذنوب.
يقول الباري: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82]
ويقول (عز وجل) : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس : 57]
أفبعد كل هذا هل من المنصف أن نترك القرآن فلا نقرأه في يومنا أو في شهرنا بل بعض منا في سنته؟
ليجيء الرسول بعد ذلك ويقول: (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان : 30]
فلنتحرك أيّها الأحبة نحو قراءة القرآن، لنملأ أنفسنا وأرواحنا بنور هداية الله سبحانه وتعالى، ومهابة خشية الله عز وجل، حتى يتوافر في أنفسنا الرادع القوي والحصن الحصين الذي يمنعنا من المعاصي والذنوب.