ربما الوقت لا يسع ؟! وربما ظروفك لا تسمح ؟! ولكن كلمة نقرأها ربما تجعلنا نفكر بطريقة مختلفة ؟! كلمة وردت على لسان الرسول الأكرم(ص) ،وكلنا يعلم ما قيمةُ كلمةٍ تجري على لسانٍ لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، إذ أنّها تعني الحقيقة المطلقة التي لا يداخلها ريب.
قال رسول الله (ص): “أحبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على المؤمن، تطرد عنه جوعته أو تكشف عنه كربته”،
ما أجمل العلاقة التي يريد الإسلام أن يربط بها المؤمنين بعضهم البعض، فسرور تدخله على أخيك من أحب الأعمال إلى الله، والعمل المحبوب لدى المولى محل لرضاه ونيل أجره العظيم، فلماذا لا نقع في طريق سرور بعضنا البعض ما دام ذلك محل محبة الله؟! فكم هي الأسر المؤمنة التي تحتاج إلى أن نمد يد العون لها ؟ والمشكلة الآن لا تكمن فقط في ضرورة أن نتصدق بأموالنا بل أنّ المشكلة أصبحت في نقص العاملين الذين يبذلون وقتهم في سبيل إيصال المساعدات إلى هذه الأسر المحتاجة، ومرجع ذلك إلى أسباب عديدة، ولكن لا أتصور أن ثقافة العمل الخيري وأهميته سبب يمكن ان نعتذر به، فالمؤمنون يعوون ما للعمل الخيري من أهمية ودور، وهذا الوعي موروث ومدرك بشكل جيد، ولكن ما ينقصنا هو ترجمة هذا الوعي الإيماني ليصبح وعيا عمليا، فلو نظرنا إلى المؤسسات الخيرية هذه السنة ونظرنا إليها قبل سنوات سنجد أن وجوه العاملين فيها متكررة، هل لأنّ الأمهات لم ينجبن غيرهم؟ لا وإنّما لم يخلق وعي العمل الخيري في جانبه العملي لدى المؤمنين بشكل متعاقب جيلا بعد جيل، ويكفينا إيضاحا لهذه الفكرة ان نلتفت إلى خدمة الإمام الحسين(ع) كيف أنها تتناقل جيلا بعد جيل بشقيها النظري والعملي، ذلك أننا نـحرص على نقلها لأبنائنا وأن نورثها لهم، ولكن هل هكذا نتعاطى مع مختلف جوانب العمل الخيري؟ فالمسؤولية ليست ملقاة على عاتق العاملين وحدهم وإنما هي ثقافة يساهم في خلقها أو إطفائها الجميع، فعندما نخلق ثقافة ضرورة العمل الخيري فإنّ ذلك يعني إستمرار بقاء المؤسسات الخيرية المختلفة، إذ أنّ ما يضمن لنا الحفاظ على هذا المؤسسات الطيبة أن نورّثها لأيادٍ طيبة تمسك بها متثقفة بثقافة الإسلام ومندفعة بروح العمل لوجه الله.
فلنسعَ جاهدين إلى دفع الشباب للعمل في هذه المؤسسات وحمايتها.
(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)(التوبة 105)