تتعرض النفس الإنسانية ، والعقل البشري ، وجميع العلاقات والإرتباطات الإجتماعية في بعض مرحلها إلى فتور وسكون ، فنحتاج من فترة لأخرى لدفعها من خلال برامج وفعاليات مختلفة فيما يتصل بالثقافة والروح والعلاقة بالآخرين .. وغير ذلك ، وقد أتاح الله سبحانه للإنسان المسلم من خلال شهر رمضان المبارك دفع برامجه في جميع الجهات وبمختلف الجوانب ، فيتاح له في الشهر الكريم أن يرفع من برامجه الروحية والثقافية والإجتماعية .. وغير ذلك .

ولكن النقطة الأهم في ذلك كله هي في كيفية الإستفادة من شهر رمضان ؟ فشهر رمضان يمر في كل عام ولكن ما الأمر المختلف في كل سنة ؟! الأنشطة والفعاليات المختلفة قد تكون موجود ولكنها تعاني من قلة تفاعل الناس معها ، كما ونجد بعض الممارسات التي لا تلتقي مع شهر رمضان الكريم ؟!

فما هو الخلل الموجود الذي يسبب كل ذلك ؟

إن النقطة الأساسية في شهر رمضان هي أن نكون بمستوى الوعي الذي من خلاله ننطلق في البرامج والفعاليات المختلفة فيما يتصل بالروح والثقافة والإجتماع وغير ذلك ، فالاستفادة من الشهر الفضيل في كل هذه الجوانب متوقفة على مدى وعينا وإدراكنا لحقيقة هذا الشهر وفضله ، ولذلك يشير الرسول الأكرم (ص) في خطبته : ( أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي .. ) ويستمر الرسول الأكرم (ص) ببيان فضل شهر رمضان ، وأنه ليس كبقية الشهور ، وضرورة رفع البرامج خاصة فيما يتصل بتحسس مشاكل الآخرين وآلامهم فيقول : ( وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم .. وتحننوا على أيتام الناس يُتحنّن على أيتامكم ).

فنلاحظ أن الرسول (ص) أول ما بدأ به ،بدأ بتحريك عقول الناس لإدراك حقيقة هذا الشهر بكل ما يحمله من خصوصيات ، فمن خلال إدراكهم ووعيهم  تنطلق الأمور الأخرى .

فإذاً الضمان الأساسي في الإستفادة الصحيحة من الشهر الكريم هو الوعي ، والوعي الذي يتصل بجميع الجهات ، فهو الوسيلة الفعالة للقضاء على كل ما يخالف الإستفادة الصحيحة في هذا الشهر ، فما يقوم به البعض من أفعال وأنشطة قد لا تلتقي مع روح شهر رمضان ، يكون الخلل في ذلك كله هو عدم الوعي بحقيقة شهر رمضان الكريم ، فإذا أردنا القضاء على تلك الأمور علينا أن نثقف الآخرين ونوعيهم بطريقة مقربة ومحببة ، وذلك باتباع المنهج الإسلامي العام بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .